[b]الانتخابات البرلمانية في صعيد مصر [/b]

تدخل مصر كلها مرحلة هامة الأشهر المقبلة من خلال انتخابات مجلس الشعب ومن بعدها انتخابات الرئاسة ، فهل أعددنا أنفسنا في صعيد مصر الذي يضم ثقلا كبيرا من الشعب المصري ، في رأيي البسيط المتواضع لا ، وليسألني أحدهم لماذا لا ؟ لأننا بصراحة ما زلنا في صعيد مصر نعيش عصر القبيلة والعائلة و التي ما زالت قائمة عندنا وهي قائمة كما نعلم منذ العصر الجاهلي وإلي الآن في القرن الواحد والعشرين ، وللأسف الشديد يتم اختيار أعضاء مجلسي الشعب والشورى عندنا في الصعيد بناء على القبيلة والعائلة وليس بناء على الشخصية المؤهلة لهذا المنصب الخطير ، وللأسف الشديد أول من يدعو إلى هذا الاتجاه القبلي والعائلي هم المثقفون المتعلمون في بلاد الصعيد فكل واحد منهم ينتمي إلى قبيلة معينة لا بد أن ينحاز لقبيلته أو عائلته ومع المرشح الذي هو من هذه القبيلة أو هذه العائلة حتى وإن لم يكن هذا الشخص صالحا ومؤهلا لهذا الموقع الحساس وللأسف ، بالإضافة إلى هذا الأمر أصبحت المصالح الشخصية والأهواء هي المتحكمة في اختيار المرشحين ، وللأسف مصالح قلة قليلة أو أشخاص بعينهم ، فمثلا كل عائلة بها كبير من الكبراء الذي نصب نفسه كبيرا على هذه العائلة وهو الوحيد المستفيد من اختيار شخص ما لمنصب مجلس الشعب أو الشورى عن طريق قضاء بعض المصالح والمكاسب لنفسه فهو يقف إلى جوار هذا الشخص ولا ينظر إلى المصلحة العامة للقرية أو المركز أو حتى الدولة بصفة عامة ، وإنما ينظر إلى أن هذا النائب والذي من الممكن أن يفيده في شيء مثلا أن يدخل له أبناءه أو أبناء إخوانه كلية الشرطة أو يوظفهم في وظيفة ما أو يسهل له مشروعا معينا ، كلها مصالح فردية ولذا يعمل على إقناع العائلة على إعطاء هذا الشخص دون غيره ، ويفرضه على عائلته أو القرية كلها إن استطاع ، ويحاول ذلك عن طريق إثارة النعرات القبلية و العائلية ، ولكن هل نظر إلى الشخص نفسه وإلى قدراته وإلى تعليمه ولبرنامجه الذي وضعه ليفيد المركز والقرى والدولة ككل ، هل نظر إلى أن هذا الرجل يده نظيفة وقادر على الدخول إلى هذا المعترك السياسي الخطير ، و بالله عليكم علينا أن نسأل أنفسنا هل جاءنا مرشح ما أو عضو مجلس شعب أو شورى سابق أو حالي منذ أن بدأت هذه الانتخابات وعرض علينا ماذا سيفعل للمركز و ماذا سيقدم للدولة ما الذي سيعارضه في المجلس و ما الذي سيوافق عليه ، ماذا سيقدم للبلد ، لا وألف لا بالطبع ، وإنما كنا نختار بناء على إرضاء القبيلة والعائلة وفي النهاية أشخاص بعينهم دون غيرهم هم من سيستفيد والباقي فليذهب للجحيم فلذا لا بد لنا أن نغير هذه الثقافة البالية و علينا ألا ننخدع بالمظاهر الكاذبة والضحك على الذقون ، لا بد أن يأتي المرشح لمجلس الشعب أو الشورى ويحاول أن يقنعني ويقنع الناس لماذا ينتخبوه ويعطوه صوتهم الذي هو أمانة سيسألنا الله عنها يوم القيامة ، ولنسأله ماذا سيفعل ؟ وماذا سيقدم للأمة كلها للمركز والقرية والنجع والكفر ومصر كلها ، أم هي رغبة في نيل المنصب والحصول على اللقب ويقولون سيادة النائب راح أو جاء ويأتينا أيام الانتخابات وبعد الانتخابات لا نراه مرة أخرى أو حتى إن استطعت أن تحصل على رقم هاتفه بعد نجاحه لا يرد عليك ولا يسأل فيك كفانا يا ناس فلنحاول أن نغير من أنفسنا ونعطي الأمر لمن يستحقه ولنحاول أن نفكر مرة بجدية بعيدا عن تحكمات العائلة والقبيلة والأشخاص الكبار الذين هم المنتفعين ولا يهتمون إلا بمصلحتهم الشخصية ، ولنحاول أن نراجع عشرين سنة مرت ونسأل ماذا فعل أعضاء مجلسي الشعب والشورى الذين انتخبناهم في مراكزنا وقرانا ، ماذا فعلوا لمصر كلها فليأتينا أحدهم ويقول لنا ماذا فعل ، أنا واثق تمام الثقة لن يأتي أحد ولن يقول أي شيء لأنه ببساطة لم يفعل أي أحد منهم أي شيء ، هل نستطيع أن نقف إلى جوار أنفسنا مرة ونختار من سينفع ويفيد الجميع ولو مرة واحدة من أجل أنفسنا ومن أجل بلادنا ومن أجل مصر الحبيبة ، لأنه ببساطة يجب أن نعلم أن النائب يكون نائبا عن الأمة كلها وليس عن أشخاص معينين ، أرجو أن يفهمني الجميع وليعلم الناس أني لا أريد أن نختلف مع الكبار أو نكره العائلات أو القبائل ، ولكن أريد المصلحة أريد أن نبتعد المصالح الضيقة عندما نختار الأعضاء الذين يمثلون الأمة في مجلسي الشعب والشورى بأن يكونوا واجهة مشرفة لمراكزنا وقرانا ومصر كلها ، وأطلب من الله أن يوفق من يستحق الذي يستطيع أن يفيد بلدنا مصر كلها0